مثل النهوض بزرع الأعضاء ونشر ثقافة التبرع بالاعضاء وتبادل المعلومات والتجارب والخبرات بين الناشطين في هذا المجال من تونس ومن عديد البلدان العربية والأوروبية والافريقية، محور أعمال المؤتمر الدولي الثالث للجمعية التونسية لمنسقي التبرع وزرع الأعضاء والأيام العلمية الثانية للمركز الوطني للنهوض بالاعضاء التي انطلقت أعمالها اليوم الخميس بالحمامات.
وأشار رئيس قسم الأطفال وطب الكلى عند الأطفال بمستشفى شارل نيكول بتونس والناشط في مجال التبرع وزرع الأعضاء بتونس الدكتور الطاهر قرقاح، في تصريح لوكالة “وات” بالمناسبة، الى أهمية تنظيم هذا التظاهرة العلمية باعتبار ما توفره من فرص لتبادل التجارب والخبرات والتعرف على المستجدات العلمية والتقنيات الجديدة المعتمدة في مجال زرع الكلى على غرار اعتماد تقنية “السيليسكوبي” عند أخذ العضو والتي تساهم في تقليص مدة إقامة المتبرع بالمستشفى وفي تجنب المضاعفات.
وشدد في ذات السياق، على أن إشكالية النقص في التبرع بالاعضاء إشكالية عالمية خاصة في ظل وجود “خلل كبير بين ارتفاع عدد منتظري التبرع بالاعضاء وضعف عدد المتبرعين”، مبرزا بخصوص الوضع في تونس أن المؤشرات “تبعث على الخوف خاصة وأن المدرجين بقائمة انتظار زرع الكلية بالمركز الوطني للتبرع بالاعضاء يصل عددهم إلى نحو 1500 مريض زد على ذلك أن ما بين 14 الف و 15 الف مريض يقومون بعمليات تصفية الدم.
ولاحظ من جهة أخرى أن عمليات زراعة القلب استأنفت في تونس منذ سنة 2019 وقد تمكنت بلادنا من قطع خطوات هامة في هذا المجال ومن تحقيق نتائج مشجعة بإنجاز نحو 50 عملية زرع قلب، بما عزز سمعة تونس في المجال الطبي ومن استقطاب عديد الضيوف من أوروبا ومن البلدان الافريقية والعربية للاطلاع على التجربة التونسية.
وأشار الدكتور قرقاح من جهة أخرى، إلى أن زراعة الكبد وخاصة زراعة الكبد عند الأطفال تتقدم في تونس شيئا فشيئا، مضيفا أن اختصاص زراعة الأعضاء يشمل كذلك زراعة الانسجة وخاصة زراعة القرنية والتي يصل عدد المنتظرين لإجرائها إلى ما بين 1800 و1900 مريض.
وابرز أن تونس حريصة على تعزيز جهودها للتقدم اكثر فاكثر في المجال الطبي وعلى مواكبة آخر التطورات في المجال بفضل كفاءة إطاراتها الطبية وشبه الطبية والإدارية والتي مكنت بلادنا من إنجاز عديد العمليات الدقيقة لزراعة الأعضاء وباعتماد أحدث التقنيات، مبرزا أن انطلاق اعتماد الجراحة الروبوتية بمستشفى شارل نيكول يمكن أن يكون مجالا واعدا لاعتماد هذه الجراحة عند القيام بعمليات زراعة الأعضاء
وستتناول هذه التظاهرة العلمية عديد المحاور من أبرزها محور “التحسيس والتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء ودور المجتمع المدني ” في إطار مائدة مستديرة ستوفر فرصة لتبادل الآراء والحوار حول سبل تعزيز جهود التوعية والتحسيس بالإضافة الى محاور تعنى بتطور واقع التبرع وارتفاع عدد المتبرعين من الاعمار المتقدمة ومحاور تعرف بالتقنيات الجراحية الجديدة في مجال زراعة القلب وزراعة الكبد، بالإضافة إلى محور سيخصص للادوية الجديدة خاصة منها أدوية مخفضات المناعة التي تستعمل عند عمليات الزرع وقبول العضو والمحافظة عليه.
Post comments (0)