حوالي 8 الاف امراة يمارسن نشاط تجميع وفرز النفايات في تونس

قدم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، نتائج دراسة ميدانية حول « واقع النساء البرباشة في تونس الكبرى »، وذلك في لقاء انتظم صباح  يوم أمس الاثنين بالعاصمة، بمناسبة اختتام الحملة الأممية « 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضدّ المرأة » تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الانسان الموافق ليوم 10 ديسمبر من كل سنة.

وكشفت هذه الدراسة التي أعدها اتحاد المرأة التونسية ان حوالي 8 الاف امراة يمارسن نشاط تجميع وفرز النفايات أو ما يسمى ب »البرباشة »، استنادا لتقديرات الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات الصلبة، 79 في المائة منهن يتجاوز عمرهن الأربعين عاما.

وبينت نتائج هذه الدراسة، التي قدمتها عضوة المكتب التنفيذي للإتحاد مها البرقاوي ان 99 في المائة من النساء الناشطات في هذا القطاع اما أميات او من ذوي المستويات التعليمية الابتدائية والثانوية، مقابل 1 في المائة من النساء « البرباشة » لهن مستوى تعليم عال.

كما ورد في هذه الدراسة التي شملت 116 امرأة من الناشطات في هذا القطاع في تونس الكبرى، ان 62 في المائة من النساء « البرباشة » يمارسن هذا النشاط كامل الوقت، وان جمع وفرز ورسكلة النفايات هو مورد الرزق الوحيد لحوالي 77 في المائة منهن، فضلا عن ان 39 في المائة من النساء المستجوبات يمارسن هذا النشاط يوميا لاكثر من 7 ساعات، وحوالي 44 في المائة منهن ينقلن ما يجمعنه على ظهورهن.

وأشارت الدراسة الى ان هذه الشريحة هي من اكثر الفئات الاجتماعية هشاشة اقتصاديا واجتماعيا في قطاع يتميز بكثرة عدد الرجال الناشطين فيه مع ما يعنيه ذلك من تمييز على أساس النوع الاجتماعي، وقد برزت عديد الجمعيات النسوية والناشطة في مجال المساواة وتكافؤ الفرص وتيسير اليات التمكين الاقتصادي للمراة ومن بينهن النساء « البرباشة » بهدف تعزيز ادماجهن في الدورة الاقتصادية والاجتماعية ضمن مقاربة شاملة للاقتصاد الاجتماعي التضامني.

وأوصت الدراسة بضرورة الانتباه الى هذه الشريحة الاجتماعية وخاصة العناية بهن صحيا وتمكينهن من دفاتر العلاج المجاني وتيسير نفاذهن الى الخدمات العلاجات والطبية الضرورية بالنظر الى حساسية نشاطهن فضلا عن تحسيس جمعيات القروض الصغرى بأهمية ادراج النساء البرباشة ضمن قائمات المنتفعين بخدماتها.

كما نوهت الدراسة الى أهمية مضاعفة العمل من اجل حث أصحاب القرار في تونس على وضع اطار قانوني لفائدة هذه الشريحة يساعد على تنظيم هذا النشاط ويكفل للناشطين فيه حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، وأيضا رفع مقترح لوزارة الشؤون الاجتماعية من اجل إقرار نظام للتغطية الاجتماعية للبرباشة.