كشفت أبحاث علمية حديثة، مدعومة بتقنيات تصوير الدماغ المتقدمة، أن التعبير المنتظم عن الامتنان لا يُحسّن الحالة النفسية فحسب، بل يؤدي إلى تغييرات هيكلية ووظيفية حقيقية في الدماغ، ما يعزز الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.
الدراسة التي أجراها مركز Greater Good Science Center بجامعة كاليفورنيا – بيركلي، بالتعاون مع باحثين من جامعة UCLA، أظهرت أن ممارسة الامتنان تُنشّط القشرة الجبهية الأمامية الوسطى، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم العواطف واتخاذ القرار والتعلم. اللافت أن هذه التغيرات الدماغية الإيجابية استمرت حتى ثلاثة أشهر بعد ممارسة كتابة رسائل امتنان، ما يدل على تأثير طويل الأمد.
كما كشفت صور الرنين المغناطيسي عن زيادة في حجم المادة الرمادية في التلفيف الصدغي السفلي الأيمن – وهي منطقة مسؤولة عن التعاطف والإدراك الأخلاقي. وتُظهر النتائج أن الامتنان يُعزز إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين، المعروفة بدورها في تحسين المزاج، وتقليل الكورتيزول، هرمون التوتر.
وأكد الباحثون أن تأثير الامتنان لا يقتصر على الدماغ فقط، بل يمتد ليشمل الجسم بأكمله، حيث يُقلل من خطر الاكتئاب، ويُعزّز جودة النوم، ويُحسن صحة القلب من خلال خفض مستويات التوتر والالتهاب.
وخلصت الدراسة إلى أن الامتنان ليس مجرد شعور إيجابي، بل هو أداة قوية لإعادة برمجة الدماغ وتحقيق رفاه نفسي وجسدي طويل الأمد، داعية إلى إدماجه ضمن العادات اليومية مثل كتابة اليوميات أو التعبير اللفظي عن الشكر.
المصدر : Étude du Greater Good Science Center, UC Berkeley
Post comments (0)