في إطار المبادرة الوطنية التشاركية للوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي أطلقتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ تحت شعار: “طفل فاعل، طفل سليم” وبالتوازي مع فعاليات الدورة الخامسة لصالون الأم والطفل بصفاقس، نظّم مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حقوق الطفل بالتعاون مع المندوبية الجهويّة لشؤون المرأة والأسرة بصفاقس يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 المنتدى الإقليمي الأوّل “في الوقاية حماية” بمشاركة فاعلة من ولايات الإقليم الرابع: صفاقس وقفصة وسيدي بوزيد وتوزر.
ويتنزّل هذا اللقاء في إطار تكريس مبدأ مشاركة الطفل كفاعل أساسي في حماية نفسه ومجتمعه من السلوكيّات المحفوفة بالمخاطر في انسجام مع شعار “الأسرة مدرسة قيم” التي ترفعها الدورة الخامسة من “صالون الأم والطفل” .
وشكّل المنتدى محطة تشاورية إقليمية هامة جمعت بين أطفال ويافعين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة، وممثلين عن وزارات الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ والشؤون الاجتماعية والتربية والشباب والرياضة والصحة، إلى جانب عدد من الجمعيات الجهوية الناشطة في مجال الطفولة.
وتضمّن برنامج اللقاء أربع ورشات محورية شملت:
– ورشة “السلوكيات المحفوفة بالمخاطر: نفهمها ونحمي أنفسنا”، تناولت سيناريوهات واقعية حول العنف الرمزي والابتزاز الرقمي والإدمان لتدريب الأطفال على آليات التعرف على المخاطر وطلب المساعدة.
– ورشة “الأمن السبراني للأطفال”، قدّمت مفاهيم الحماية الرقمية بلغة مبسّطة، ودرّبت اليافعين على أفضل الممارسات للتصفح الآمن وتعزيز المسؤولية الرقمية.
– ورشة “شجرة الحقوق والواجبات”، تمثّلت في نشاط بصري تفاعلي يربط بين حقوق الطفل (كالتعليم، الحماية، حرية التعبير) وواجباته تجاه نفسه ومجتمعه، مع التركيز على القيم المؤسِّسة لحقوق الإنسان: الكرامة، العدالة، والاحترام.
-ورشة “التعبيرات الإبداعية”، شكّلت فضاءً حرًّا يُعبّر فيه الأطفال واليافعون عن مخاوفهم وآمالهم لعالم أكثر أمانًا، من خلال الرسم، الكتابة، والمسرح التلقائي، مما سمح بإبراز صوت الطفل بصدق وشفافية، وبأسلوب يعكس وعيه الذاتي وقدرته على التفكير النقدي.
واختتم اللقاء بصياغة ميثاق التزامات مختلف الفاعلين تجاه حقوق الأطفال وهو مبادرة جماعية مستوحاة مباشرة من مقترحات الأطفال أنفسهم، سيتم الكشف عن مضمونها خلال شهر الحماية في خطوة رمزية لمزيد حشد الدعم المجتمعي حول قضايا الطفولة.
وتجدر الإشارة أنّ المنتدى الإقليمي يعدّ محطة أولى في مسار تشاركي طويل الأمد يهدف إلى تقوية آليات الوقاية من المخاطر التي تهدد سلامة الطفل الجسدية والنفسية والاجتماعية وتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين على المستوى الإقليمي، إلى جانب بلورة توصيات عملية ستُثري “الوثيقة الوطنية للالتزام بحماية الطفل”.
ومن المنتظر أن تمتدّ هذه المبادرة التشاركية تدريجيًّا إلى باقي أقاليم الجمهورية في إطار رؤية وطنية موحدة تضع الطفل في قلب السياسات العمومية، وتعزّز مكانته كشريك فاعل في بناء مجتمع آمن، سليم، وقائم على المشاركة والاحترام المتبادل.
Post comments (0)