عقدت مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان افريقيا، بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 جوان 2025، بقصر باردو، جلسة عمل مع ممثّلي وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج المكلّفين بملفات التعاون مع هذه البلدان.
وبيّنت السيدة سوسن المبروك، نائب رئيس مجلس نواب الشعب، في البداية أنّ هذا اللقاء يأتي في إطار تعزيز التنسيق بين مجلس نواب الشعب ووزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، ويهدف الى بلورة رؤية مشتركة ترتكز على دعم الحضور التونسي في الفضاء الإفريقي، باعتباره مجالا حيويا. وأكّدت الأهمية التي يكتسيها هذا التوجّه في ضوء الموقع الاستراتيجي لتونس، الذي يمكّنها من الاضطلاع بدور محوري في بناء شراكات مثمرة مع الدول الإفريقية.
كما بيّنت أنّ هذا اللقاء يمثّل مناسبة لاستيضاح الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التونسية تجاه إفريقيا، بما يتيح لمجلس نواب الشعب المساهمة في معاضدة الديبلوماسية الرسمية، وتكريس مقاربة تقوم على العمل المشترك وتوحيد الجهود من أجل دبلوماسية تونسية ناجعة، قادرة على خدمة المصالح الوطنية وتعزيز مكانة تونس قاريا.
وأبرز ممثلو وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عراقة العلاقات بين تونس وبلدان القارة الافريقية، وسعيها إلى تطوير شراكات متنوّعة ومثمرة معها . وتطرّقوا الى التعاون مع دول إفريقيا جنوب الصحراء في عدة مجالات حيوية منها الصحة، والتعليم العالي، والتكوين المهني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وأشاروا إلى أنّ التوجه نحو تعزيز التعاون مع دول إفريقيا جنوب الصحراء التي تمثّل حزاما أمنيا لتونس، يواجه جملة من التحديات، مشيرين إلى إشكاليات النقل التي تقف عائقا أمام نسق التبادل التجاري.
كما تطرقوا إلى محدودية التمثيل الدبلوماسي التونسي والحاجة الملحة لفتح المزيد من السفارات، بما يُيسّر التواصل والتنسيق مع الشركاء الأفارقة في مختلف المجالات.
كما ابرزوا أهمية التعاون متعدد الأطراف، مشيرين الى تواجد تونس في مختلف الهياكل الافريقية، ومنها الاتحاد الافريقي الذي تعد تونس من مؤسسيه، بالإضافة إلى العضوية في الاتفاقية المنشئة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية “Zlecaf “. وأشاروا كذلك الى احتضان تونس لبعض المؤسسات الافريقية ومنها بينها الى المركز الافريقي للأسواق المندمجة المزمع افتتاحه قريبا.
وأكد النواب في تدخّلاتهم ضرورة تعزيز انفتاح بلادنا على الفضاء الإفريقي، وخاصة دول إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرين أن الحضور التونسي لا يزال دون المستوى المطلوب رغم أهمية هذه المنطقة في المشهد القاري والدولي.
وأشاروا إلى ضعف التمثيل الديبلوماسي لتونس في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وقلّة عدد الخطوط الجوية المباشرة، بما يحدّ من فرص التعاون وانسياب المبادلات.
كما دعوا الى مضاعفة الجهود لمزيد تسهيل المشاركة في أنشطة مختلف الهياكل والمنظمات الافريقية ومنها بالخصوص البرلمان الإفريقي.
وتمّ التطرّق كذلك الى موضوع الهجرة غبر النظامية، وضرورة تكثيف المساعي لمعالجتها.
وشدّد النواب على أهمية بناء رؤية جديدة للعلاقات مع إفريقيا جنوب الصحراء، تقوم على شراكة فاعلة، داعين إلى مزيد التنسيق بين الجهات المتدخلة وتفعيل التمثيل البرلماني والدبلوماسي في الفضاء الإفريقي.
Post comments (0)