إن إزالة الفوضى لا تعني مجرد الترتيب، بل تتعلق باستعادة حياة المرء وخلق مساحة لما هو مهم حقًا. يمكن أن يفكر في آخر مرة دخل فيها إلى غرفة نظيفة ومنظمة أو أوقف جميع إشعاراته ومارس التنفس فقط. إن هذا الشعور بالخفة والحرية والهدوء نتيجة لقوة إزالة الفوضى، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع مجلة “فوربس” Forbes الأميركية.
يقول البروفيسور مارك ترافيرز، عالم نفس أميركي يقدم تقارير حول مواضيع نفسية تربوية مثل السعادة والعلاقات والشخصية ومعنى الحياة. إن الفوضى لا تقتصر على المكاتب الفوضوية أو الخزائن المليئة بالأشياء. إنها تتسلل إلى علاقات الشخص وجدوله الزمني، وأجهزته، وحتى عقله.
ويمكن أن يجد الشخص نفسه يواجه بشكل مفاجئ أكثر مما يستطيع التعامل معه، ويشعر بالتشتت والتوتر والوقوع في حلقة مفرغة لا يبدو أنها ستنتهي أبدًا. لذا، فإن السعي للحصول على مزيد من الوضوح، أو مزيد من التحكم، أو مجرد مزيد من السلام، يحتاج إلى إصلاح الحياة بأكملها بين عشية وضحاها حتى يشعر الشخص بالفوائد.
إن التركيز على إزالة الفوضى من أربع مجالات رئيسية في الحياة يمكن أن يكون له تأثير تحويلي على العقل والجسد والروح.
لا تشغل الفوضى مساحة في المنزل فحسب، بل إنها تستنزف الطاقة العقلية وتؤثر على الصحة العامة أكثر مما يمكن أن يدرك البعض. تشير دراسة أجريت عام 2023، إلى أن الإفراط في تجميع الممتلكات يقلل بشكل كبير من رضا الحياة والرفاهية في جميع الفئات العمرية، من طلاب الجامعات إلى كبار السن.
تؤدي الفوضى إلى تعطيل قابلية العيش في المساحة المادية، مما يقلل من وظائفها ويخلق ضغطًا عقليًا. إنه أكثر من مجرد إزعاج، إذ يسلط الباحثون الضوء على كيفية ارتباطه بارتفاع مستويات التوتر والإفراط في تناول الطعام وحتى التوتر المرتبط بالعمل. ويمكن للفوضى في المنزل أو المكتب أن تؤدي بهدوء إلى انخفاض جودة حياة الشخص بالكامل.
وتشير الدراسة إلى أن التردد والتسويف يشكلان عائقين رئيسيين. إن التردد في البدء بالمهام، والذي غالبًا ما يكون مدفوعًا بطبيعة الفوضى الساحقة، يؤدي إلى تجنبها. ومع ذلك، فإن اتخاذ خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ يمكن أن يساعد في التغلب على هذه الحواجز العقلية.
وكالات
Post comments (0)